- إن كنت لا تود القراءة ؛ سيان عندي .. فلم أعد أطيق استغلال اللغة ، وكفرت مثلك بالحروف اللعينة ، ولم يعد ذا جدوى إنتحاري في نص قصيدة او استتاري في ظل نص مشبع بالتكسير .
احاذر بشدة .. منذ امطرت الكلمات في فمي ولم تجد سوى صحراء إحباط وعزةَ صنم ..
أحاذر من أي ايماءة لا تليق في عزة مجدك ، لم أعد منذ زمن اقوى على صفعات الغياب ..
- اعلم انهم يقرأون بعمق .. فقط كي يستشعر البعض قوته عند القاء لومه علي " قد اضعت وقتك ما بين فلسطينيتك وتنحي وأغتراب ، هل ما زلت تخط عبارات الوهم على الجدران ؟؟ كأنك تحب أن تعيش وهم النفي .. او تقنع عجزك المريض بأننا ما زلنا على مسافة بندقية من القدس ، أو على الاقل كيف يمكن أن تمزج روحك بين وطنان اثنان !! كيف تجروء ان تشكل وجهها كوطن !! هي ليست اكثر من سيدة " .. انت لا تعلم ما يصنعه العشق في قلب ثائر .. ولست تعلم من لغتي سوى غلافها ، ربما إن كنت تدرك عمق هذا اللحن .
ليس يكف هذا الهذيان ؛ تود أنت لو أمزق ما تبقى من ثورة القلب وأن أكف عن نفسي !!لست اعلم كيف تمكنت من استدراج وعيي نحو هذا الجدال !! أم أنني يجب ان اراجع تلك النشئة وأواجه نفسي بالاسئلة كي ابرر هذا الحزن .. كيف يمكن لمن شب على " النواب " وشاب على استعارات " درويش " مترنحا حينا بين كنفاني .. أو طل سلاحي ... ربما ايضا منحدراّ نحو روايات عبير !! كيف يمكن أن تساق روحي في مواكب الخراف ، وجلد ذات ، الم يكن هذا درب الهزيمة !! في هذه اللحظة أنت تقرأ وتراجع نفسك حول الهدف الذي تقرأ من اجله !! وتسائل نفسك " هل يستحق القراءة !"
- كل ما في الأمر اني ثمل بإسمها ، هل انت مقتنع ؟ صدقا فقط هو إسمها ..
" هل تقسم بفتح ؟ " واجيبك كالابن العاق : منذ متى اصبحت فتح كتاباً سماوياً ، أنت تعلم بأنك لن تستطيع أن تصفع جموحي نحوها مهما تكن درجة المكر ، وتعلم أن اسمها يكفي للثمالة ..
ربما في مدة هذا التوتر الذي يعتريني الأن ، ربما كل ذلك لم يعد مهماً ، حينما تنحني اللغة وتتصلب اطرافها ، عندما تصبح لعنة الاغتراب بعداً آخر من الوهم ، ويبقى وجهك متألقا كأفرودايت شامتاً بكل شعب الحنين ، يلهبني جوع حبك ساخرة كانطوانيت .
- انت بالذات يا صديقي وانت تقرا هذا النص ، كفرت بك مثلما كفرت بكل افكاري واعلم انك تشحذ سكين نقدك بين شظايا الكلم وتحدث نفسك .. تبتسم .. لقد كبرت يا صديقي الصغير ...
لقد كبرت منذ خمسين عاما ولم تكن هنا .. كنت موجودا ربما .. لكني لم أراك ، الآن توجعك هذه الهلوسة ، حقا ؟ توجعك ! ثق انها رغم ذلك ليست بنص ؛ كي افرغك من أملك في تشكيل الحروف ووضع الفواصل المنقوطة هنا وهنا .. دعك من مكرك ، ليس هنالك أي اختلاف ان كان نشازي جزءا من رواية او حتى قصيدة حب او ربما رسائل للجميلات !!
نعم للجميلات ،هلوسة أخرى في مدى قوانينك الرثة ، الم تعد تستهويك روايات العشق ؟
- ربما هي ليست جميلة بما يكفي او هكذا تظن هي ، لكن قلبي في هذا السراب يؤلف من أجلها الغيم ..
وربما تمطر !!
يوسف أسعد
أبو ظبي
30.10.2013